سورة سبأ - تفسير أيسر التفاسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (سبأ)


        


{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7)}
(7)- وَقَالَ بَعْضُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ لِبَعْضِ المُتَهَكَّمينَ وَالمُسْتَهزِئِينَ بارَّسُولِ: هَلْ تُرِيدُونَ أَنْ نَدُلَّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُخْبِرُكُم أَنَّكُمْ سَتُبْعَثُونَ أَحياءً، بَعدَ أَنْ تَمُوتوا، وَتَتَفَرَّقَ أَجْسَادُكُمْ، وَتَتَبَعْثَرَ فِي تُرابِ الأَرضِ، وَأَنَّكُمْ سَتُحَاسَبُونَ عَلَى أَعْمَالِكُمُ التِي عَمِلْتُمُوهَا فِي الدُّنْيا، إِنْ خَيْراً فَخْيراً، وَإِنْ شَراً فَشَرّاً؟ وَيَقْصِدُونَ بِالرَّجُلِ محَمَّداً صلى الله عليه وسلم.


{أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8)}
{بالآخرة} {والضلال}
(8)- وَهذا قَوْلٌ لا يَقُولُهُ إِلا رَجُلٌ تَعمَّدَ الافْتَراءَ عَلَى اللهِ، والزَّعْمَ بِأَنَّ الله أَوْحَى إِليهِ ذَلِكَ، أَوْ رَحُلٌ مَجْنُونٌ مَعْتُوهٌ، قَدِ اخْتَلَّ عَقْلُهُ، فَصَارَ يَتَكَلَّمُ بِمَا يَتَخَيَّلُهُ.
وَيَرُدُّ اللهُ تَعَالَى عَلَى هؤُلاءِ المُكَذِّبِينَ قَائِلاً: إِنَّ الأَمْرَ لَيْسَ كَمَا زَعَمُوا وَتَوهَّمُوا، وَقَدَّرُوا، فَمُحَمَّدٌ ليسَ مُفْتَرِياً، وَلا مَجْنُوناً، وَإِنَّما هُو البَرُّ الرَّشِيدُ، الذِي جَاءَ بِالحَقِّ مِنْ عِنْدِ رَبِّهَ، وَإِنَّهُمْ هُمُ الكَاذِبُونَ الجُهَلاءُ، المُوغِلُونَ فِي الكُفِرِ والضَّلالَةِ، وَهذا مَا سَيْؤَدِّي بِهِمْ إِلى عَذَابِ اللهِ فِي الآخِرَةِ.
بَهِ جِنَّةٌ- بِهِ جُنُونٌ يُوهِمُهُ مَا يَقُولُ.


{أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9)}
{لآيَةً}
(9)- ثُمَّ ذَكَّرَهُمْ تَعَالى بِمَا يَرَوْنَهُ بِأَعْيُنِهِمْ فِي هذا الوُجُودِ حَوْلَهم، مِمَّ يَدُلُّ عَلَى قُدْرَتِهِ تَعَالى عَلَى فِعْلِ مَا يَشَاءُ، فَقَالَ: أَفَلَمْ يَنْظُرْ هؤلاءِ المُكَذِّبُونَ بِالمَعَادِ إِلى الأَرْضِ التِي يَقِفُونَ عَلَيها، وَالسَّمَاءِ التِي تُظِلُّهُمْ وَتُحِيطُ بِهِمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَيَعْلَمُوا أَنَّ قُدْرَةَ اللهِ مُحِيطَةٌ بِهِمْ، وَأَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى أض، يَأْمُرَ الأَرْضَ فَتَنْخَسِفَ بِهِمْ، وَأَنْ يَأْمُرَ السَّمَاءَ فَتَسْقُطَ عَلَيهِمْ قِطَعاً (كِسَفاً) وَتُدَمِّرَهُمْ، فَاللهُ تَعَالى قَادِرٌ عَلى ذَلِكَ، وَلِكِنَّهُ يُؤَخِّرُ وَقُوعَهُ إِلى أَجَلٍ حَدَّدَهُ هُوَ، وَعَيَّنَ مِيَقَاتَهُ. وفي النَّظَرِ إِلى مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ سَمَاءٍ وَأَرْضٍ دَلالةٌ كَافِيةٌ عَلَى قُدْرَةِ اللهِ تَعالى عَلى بَعْثِ الأَجْسَادِ مِنَ الأَجْدَاثِ لِكُلِّ عَبْدٍ فَطِن، مُنِيبٍ إِلى رَبِّهِ.
نَخْسِفْ بِهِمْ الأَرْضَ- نُغَيِّبْ بِهِمُ الأَرْضَ.
كِسَفاً مِنَ السَّمَاءِ- قِطَعاً مِنْها.
مُنيب- رَاجِعٍ إِلى رَبِّهِ بِالتَّوبَةِ وَالطَّاعَةِ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8